تذكرة من إعداد

أدبينا خالد مسقم من بلدية التاغية ولاية معسكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله , و الصلاة و السلام على رسول الله (عليه الصلاة و السلام ) و بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و مغفرته ...
إخوتي في الله – بعد أن أبطأت عليكم ها أنا ذا أبعث لكم بهذه الكلمات اليسيرة و البسيطة لأوصيكم و نفسي بتقوى الله عز و جل فهي و صية الأولين و الآخرين, و لأذكر نفسي و إياكم بالعهد الذي أخذه منا ربنا عز و جل حين قال في كتابه الكريم : { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين }
و أوصيكم بتحقيق التوحيد الذي هو أعظم ما أمر الله به و من أجله خلق الله الخلق و بعث الرسل .و إذ نحن في شهر المكرمات , اعلموا- بارك الله فيكم- أن لله نفحات علينا التعرض لها في هذا الشهر الفضيل خاصة و نحن مقبلون على أيام أجمع أهل العلم أنها أفضل الأيام على الإطلاق ألا و هي أيام العشر الأواخر من رمضان , كيف لا و فيها ليلة هي من أعظم الليالي من بلغه الله إياها فاز بعبادة ثلاث و ثمانين سنة و أربعة أشهر (83 سنة و 4 أشهر) كما عددها اهل العلم و منهم ابن حجر رحمه الله, فتحروها إخوتي في الله واغتنموا أوقاتكم فيها بارك الله فيكم و اجهدوا نفوسكم لتعمر أوعيتكم بالحسنات و تطرحوا عنكم بعضا من آثامكم , فالمحروم من حرم أجر هذه الليلة كما أخبر بذلك النبي عليه الصلاة و السلام....و لعل أعظم ما يغتنمه العبد في هذه الأيام من الطاعات قراءة كتاب الله, فاحرصوا على الختمة بعد الختمة و اشحذوا هممكم و لا تقتصروا على اليسير من الصالحات , بادروا الى كل ما يزيد في حسناتك و لاتحقروا من المعروف شيئا و لو أن تلقوا إخوانكم بوجه طليق... أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر و غيروا منه ما استطعتم بالحكمة و الموعظة الحسنة...قوموا الى ربكم مثنى و فرادى و صلوا بالليل و الناس نيام , و من كلت همته فاني اوصيه بالنظر في سير السلف الصالح و آثارهم و كيف كان اجتهادهم في سائر الأيام و هذه الأيام بالأخص فهذا الشافعي رحمه الله كان يختم القرآن في رمضان كل ليلة – الله أكبر – ما أعظمها من همة.. فاجتهدوا و لا تملوا فإنما هي أيام معدودات.
كان عامر بن عبد الله يقول : اني أستحيي من الله عز و جل أن أخاف سواه, فقيل له إن الجنة لتدرك بدون ما تصنع و إن النار لتتقى بدون ما تصنع فقال : و الله لأجتهدن ثم و الله لأجتهدن , فإن نجوت فبرحمة الله و إن دخلت النار فبعد جهدي.. و لما حضرته الوفاة بكى فقيل له : أتجزع من الموت و تبكي ؟ فقال و لما لا أبكي , و من أحق بذلك مني ؟ و الله ما أبكي جزعا من الموت و لا حرصا على دنياكم , و لكني أبكي على ظمأ الهواجر و قيام ليل الشتاء...
هذا ما حضرني من كلمات بسيطة, و إني لأرجو من الله أن تقع في قلب أحدكم موقعا حسنا و أنا أقول هذا و لا أعلم أحدا أعظم ذنوبا مني أسأل الله العفو و العافية.
أسأل الله لكم التوفيق و السداد , و أسأله سبحانه أن يرزقكم همما عالية وان يبلغكم أجر ليلة و القدر و أن يعتق رقابكم و رقاب آبائكم من النار و أن يتقبل صيامكم و قيامكم و صالح أعمالكم و أن يرزقكم اتباع السنة و الإبتعاد عن كل بدعة إنه ولي ذلك و القادر علية , و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخوكم في الله و محبكم فيه : خ.م يوم الإثنين 17 من رمضان.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.